ندوة علمية بعنوان إشكالية الايقاع في القصيدة العربية

ندوة علمية بعنوان إشكالية الايقاع في القصيدة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

زملائي الأساتذة، أبنائي الطلبة،الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد؛

فإنّ الشّعرَ ديوانُ العربْ، وعنوانُ الأدبْ، فهو عِلم أمّة لم يكن لها عِلم غيره، فيه خلّد العربُ تاريخَهم وأمجادَهم وبطولاتِهم وملاحمَهم ومراثيهم، أبدعوه سليقةً، وتناقلوه مشافهةً، وحِفظاً؛ إذ كانت العرب أمّةً لا تعرف القراءة والكتابة، وكان الشّعر بخواطرهم أعلَقْ؛ وبطبائعهم ألصقْ، لخصوصية الوزن والقافية فيه.

ولمّا نشأت الحركة العلمية عند العرب، وانبرى لها فطاحِلةٌ مِن أمثال الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت175ه) نال الشّعرُ حظَّه الوافرَ من الدّراسة، حيث استطاع الخليل أن يخترع له عِلم العروض، ذلك العِلمُ الذي يدرس أوزان الشّعر وموسيقاه.

غير أنّ التأثّر السّائد آنذاك بالنزعة العلمية والعقلية التجريدية، عصف بعلم العروض وموسيقى الشّعر نحو المعيارية الفجّة التي جعلته مجرد رموز وترصيفاتٍ هي إلى المصفوفات الرّياضية أقرب منها إلى الخيال والشّعر والوجدان، حتّى إنّ ناقدا وعالما فذّاً مثلَ ابن رشيق القيرواني يحصر تعريف الشّعر في هذه المعيارية فيقول: ” الشّعرُ هو الكلامُ الموزونُ المقفَّى”، ولعلّه الدّافع ذاته الذي جعل شاعرا سليقيا مثل أبي العتاهية ينتفض صارخا: ”أنا أكبر من العروض”.

إنّ تجاذبات البناء المؤطِّر للقصيدة العربية؛ باعتباره معيارَ الجودة وأساسَ قبول وتصنيف الشّعر، ومحاولات التجديد التي طالتها على مستويي البناء والمضمون على مرّ العصور- لاسيما تلك المسجّلة في العصر العبّاسي، والأندلسي والعصر الحديث في ظل التأثّر بمذاهب الشّعر الغربية، واستحداث الشّعر الحرّ أو شعر التفعيلة بأصوله وقوانينه- نقلت الشّعر العربي نقلة كبيرة من الجمود الذي ساده بسبب حصر الشّعر في قوالب محدودة والتي مازالت تلقي بظلالها على الشّعر إلى اليوم، ومن أجل كلّ هذا تجتمع اليوم نخبة من الأساتذة الباحثين المتخصّصين لمطارحة الأفكار والرّؤى حول إشكال مهمّ يدور حول: “إشكاليةُ الإيقاعِ في القصيدةِ العربيةِ الحديثةِ والمعاصرة”.

وأعلن رسميا عن افتتاح فعاليات النّدوة الوطنية.

 

أشكركم على حسن وكرم الاصغاء

 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.