كلمة مدير المركز في إفتتاح

كلمة مدير المركز في إفتتاح

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السيّد المفتّش العامّ ممثّلا للسيّد والي ولاية ميلة، والسادة المديرون التنفيذيون،
السيّد النّائب العامّ لقضاء ميلة؛
السيّد رئيس مجلس قضاء ميلة؛
السّادة مديرو مؤسّسات التعليم العالي والبحث العلمي بجيجل وتبسة؛
السّادة الأساتذة ضيوف المركز الجامعي من جامعة هواري بومدين بباب الزوار
السّادة مديرو الخدمات الجامعيّة بميلة وتبسّة
السادة الأساتذة الزملاء،
الأسرة الإعلامية بكلّ مشاربها؛
أبنائي الطّلبة، الحضور الكريم؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أما بعد؛
اسمحوا لي أن أغتنم هذه السانحة، لأرحّب بكم بما يليق بمقامكم من عبارات المودّة الطّافحة، وأن أشكر السّادة الحضور وبخاصّة ضيوف المركز الجامعي بميلة على تَجَشُّمِهِم عناء الحضور من العاصمة في ظلّ هذه الجائحة.
أرحّب بكم في فعاليات هذه الورشة العلمية الوطنية الموسومة بـ”الانزلاقات الأرضية النّاجمة عن الزّلازل –حالة زلزال 07 أوت 2020 بولاية ميلة” ؛ وكلّي يقين بنجاحها وتميّزها؛ تميّزٌ على جميع الأصعدة: على الصعيد العلمي، بمشاركة أساتذة خبراء مختصّين ذوي صيت ذائعٍ محمود، وعلى صعيد التنظيم والتنسيق مع جامعة هواري بومدين، وكذا التنسيق مع ولاية ميلة؛ حيث منح السيّد الوالي المحترم المركز الجامعي شرف رعاية هذه التظاهرة الهامّة. ثمّ التنسيق مع الخدمات الجامعيّة التي لم تدّخر جهدا في دعم هذا الحدث؛
وما نيلُ المطالب بالتمنّي ولكن تُؤخذُ الدّنيا غِلابا
إنّ موضوع هذه الورشة العلمية، مستقى ممّا عاشته ولاية ميلة من كارثة ألمّت بها ذات صبيحة يومِ جمعة، وبالضبط في السابع من شهر أوت سنة 2020، حيث ضرب المنطقة زلزال قويّ بلغت شدّته 4.9 على سلّم رشتر، والذي لحسن الحظ لم يُخلّف خسائر بشريّة، غير أنّه خلّف خسائر مادّية كبيرة وبخاصّة في منطقة الخربة، كما خلّف آثارا نفسية وخيمة لدى المتضرّرين زاد من حدّتها انتشار وباء كوفيد –19، والتي مازالت تُلقي بظلالها السّوداء عليهم وعلى سكّان الولاية ككلّ إلى يومنا هذا.
إنّ فكرة إقامة هذه الورشة العلمية إنّما هي امتداد للنهج الذي سلكته إدارة المركز الجامعي في الانفتاح على المحيطين الاقتصادي والاجتماعي من جهة، وإقامة علاقات التعاون والتبادل العلمي والتّضامن بين مختلف جامعات الوطن، لتكون هذه الورشة بادرةً لبرنامج ثريّ في هذا الإطار أعدّه المركز الجامعي؛ وهو ما سيُؤهّله حتما إلى الالتحاق بمصافّ الجامعات الرّائدة؛ إذ لم تَعُد الجامعة ذاك الهيكل الذي يُلقّن المعلومة بمعزل عن تبلوُرات المجتمع وتغيّراته؛ بل أصبحت تسعى إلى أن تكون عنصرا فاعلا وفعّالا في كلّ ما يُحيط بها من أحداث، وأن تنصهر في بَوتقة الحياة اليومية للمجتمع الذي تنتمي إليه زمانا ومكانا وشعورا.
لقد سارع المركز الجامعي عقب زلزال السّابع من أوت إلى استقدام لجنتين من الخبراء لمعاينة آثار الزلزال، الأولى من جامعة جيجل برئاسة مدير جامعة جيجل: الدكتور حمزة عميرش، والثّانية من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزّوار بالعاصمة، وبمشاركة خبراء ومختصّين من مركزنا الجامعي.
هذه الأخيرة التي بادرت إلى إنجاز خبرة ميدانية بمنطقة الخربة وما جاورها من المناطق المتضرّرة من الزلزال، والتي أثبتت انزلاقات للتربة قد تكون خطيرة مع تكرار ظاهرة الزلزال، لا سِيَما وأنّ منطقة ميلة، أصبحت تُصنّف كمنطقة زلزالية. لتكون هذه الورشة العلمية فرصة للفاعلين من الخبراء والباحثين لمناقشة أهمّ أسباب حدوث هذه الظواهر الطبيعية، وكيفية مجابهتها، أو التعايش معها، وهو ما سيُثريه الباحثون المتدخّلون بأكثر من ستّةٍ وعشرين (26) مداخلة في الاختصاص وغير الاختصاص من مجالات البحث ذات العلاقة؛ والتي يمكن أن تساهم في إيجاد الحلول اللّازمة على غرار ميدان التكنولوجيا، والتي ستثمر بلا شكّ في الأخير بالتوصيات العلمية والمخرجات العملياتية لهذه الورشة.
وعلى هذا الأساس تمّ عقد هذه الشّراكة العلميةّ القيّمة، مع هذه الجامعة العريقة، لمرافقة المركز الجامعي بميلة، من خلال العزم على عقد اتّفاقات تعاون ثنائيّة في مختلف المجالات العلميّة، وربّما تتوّج باتّفاق متعدّد الأطراف ينتج عنه فتح ماستر متعدّد التخصّصات في تسيير الكوارث الطبيعيّة؛ مع إشراك جامعات أخرى على غرار جامعتي جيجل وقسنطينة.
وفي إطار الانفتاح على المحيطين الاجتماعي والاقتصادي دائما، ومن أجل تبادل المعارف والخبرات يسعى المركز الجامعي إلى تنظيم ورشات علمية مماثلة؛ كما هو الشّأن مع مجلس قضاء ميلة في الأيام القريبة القادمة.
وإذ أختتم هذه الكلمة، فإنّي أشكر الوزارة الوصيّة على الترخيص بإقامة هذه الورشة العلميّة حضوريا، وأجدّد شكري للسيّد والي ولاية ميلة على رعاية لها، والسيّد المفتّش العام للولاية على حضوره الوارف، كما أشكر كلّ الباحثين والخبراء الذين ساهموا بأوراقهم البحثية، وبحضورهم الكريم، وكذا جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوّار بالعاصمة. والشكر الخاصّ للسيّد مدير الخدمات الجامعية على دعمه الدّائم للجامعة، بكلّ الإمكانات المتاحة على مستواه، وللموّل الاقتصادي، والشّكر موصول أيضا إلى كلّ أفراد أسرة المركز الجامعي على مجهوداتهم الجبّارة التي يبذلونها في سبيل إنجاح هذه الورشة العلمية اليي آمل أن ترتقي إلى ملتقى دولي في طبعات قادمة.

أشكركم على حسن وكرم الاصغاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.