كلمة السيد مدير المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف_ميلة

كلمة السيد مدير المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف_ميلة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: السّادة االأساتدة المحترمون السادة الموظّفون الإداريون والعمال المهنيون وأعوان الأمن المحترمون أبنائي الطلبةُ المبجّلون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أما بعد؛ فإنّنا نجتمعُ في هذه المناسبة الغرّاء، لنُحيِيَ يومًا من أعظمِ أيّام هذا الوطَن اللأبِيّ العَصِيّ على الأعداء، يَوْمٌ نذكر فيه رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فامتطَوا سِنامَ الأَمرِ، فتقبَّلهم الله في زُمرةِ الشُّهداء. وإنّنا ونحنُ نلفِظُ اليوم أسماءً مِن قَبيلِ: محمد العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، زيغوت يوسف، عميروش آيت حمودة، سي الحواس، ديدوش مراد، وريدة مداد… وغيرهم كثير بعدد مليون ونصف مليون شهيد، تنتفخُ أوداجُنا فخرا وعِزّا، وتمتلئُ صدورُنا مجدا يؤُزُّنا أَزّا، ونصدحُ ملءَ الأفواه الأسماعِ: (لقد كان أولئك أجدادُنا) فيفتَرُّ ثغرُ الدُّنيا، ويَخسَأُ كلّ جبّارٍ عنيد. إنّ هذا الشّعبَ الأبِيَّ ومنذُ أن وطِئَت أقدامُ المستعمرِ السّوداءُ هذه الأرضَ الطّيِّبَةَ، وأفرادُه يحمِلون أرواحهُم في أكُفّهم، يسوؤون بها وجه الغاشم المعتدي، يقارِعونه على مدى قرنٍ ونصفِ، حالِمين بإحدى الحُسنَيَيْنِ؛ النّصرُ أو الشّهادة، فما كانت النساء تحبل إلّا لٍتَحمِلَ في أحشائِها مشروعَ رجُلٍ حُرٍّ أو شهيد. لقد أثمَرَتْ تضحِياتُ آبائِنا وأجدادِنا استقلالاً أحمر مخَضَّبا بدماءِ الأحْرارِ فكانَ ثمَنًا نفيسًا غاليا من أجل العَيش في كَنَفِ الحرّيّة، تحت رايةِ الشُّهداءِ ونحنُ على أتمِّ الاستِعداد لبذلِ أنفسِنا وأموالِنا وأَهلينا فِداءً للوطَنِ، ولسانُ حالِنا يتمثَّلُ قول الشّاعرِ:

إِنّا لنُرخِصُ يَوْمَ الرَّوْعِ أنفُسَنا *** وإن نُسامَ بِها في السِّلمِ أُغلينا.

 فلنَعِش في بلدِنا أحرارً متماسِكين متكاتِفين، نرومُ مصلحة الوطن العُليا ونَطرحُ سفاسِفَ الأمور، ومقاصِد الشُّرور، ونُعلِيَ صرح الوَطَنِ بإعلاءِ صرحِ العِلمِ، حتى نحقّقَ الرُّقَيَّ والازدِهار. ولنَحفظْ عَهدَ الشّهداءِ الأبرار الأطهار الأخيار ولنُرَدِّد جميعا:

يا أيُّها القَمَــــــرُ المــــــــزروعُ كالقُبُلِ ***** في عَتمَةِ اللّيل في الآهاتِ، في المُقَلِ
أَنتَ القَصيدَةُ قَد صيغَت على قَدَرٍ ***** في ثورَةٍ عدَّها الأبطال في الجَبَــــــلِ
يا لَلشّهيدِ! وفي أحشائـــــــــــه وهَجٌ ***** رَجمُ الشّياطيـــــنِ مِن عاداتِه الأُوَلِ
يُكابِدُ الأَلَمَ المَجْروحُ في وَجَـــــــــعٍ ***** سالت دِمــــــــــاهُ على أَكتافِهِ النُّحُلِ
قضى بِهِ اللهُ نصرا لا نَظير لـــــــــهُ ***** فارفَعْ يَمينَكَ حَيِّي صَنْعةَ الرّجُــــــــلِ
قُل للشّهيدِ وقد غصّ العدُوُّ بـــــه ***** النّصر نصرك والأَخبارُ في النّقَـــــــلِ
يا أيُّها الرّجُلُ المرسوم كالقُبَـــــــــلِ ***** في صفحة القَلْبِ في الآمالِ في المُقَلِ

 عاشت الجزائرُ حرّةً أبيّة، المجدُ والخلودُ لشهدائنا الأبرار. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.