المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف- ميلة يحيي اليوم الوطني للذاكرة الوطنية

المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف- ميلة يحيي اليوم الوطني للذاكرة الوطنية

المركز الجامعي عبد الحفيظ بو الصوف- ميلة يحيي اليوم الوطني للذاكرة الوطنية

أحيا المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف- ميلة  ذكرى أحداث الثامن من ماي 1945 في احتفالية أشرف عليها السيد والي الولاية رفقة السلطات المحلية المدنية والعسكرية وأعضاء الأسرة الثورية.

وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة أوضح السيد مدير المركز الجامعي؛ الدكتور عميروش بوالشلاغم أن الذاكرة الوطنية روح الأمة، ومبعث فخرها ومجدها، وصواب اعوجاجها وأودها وملتقى أجيالها خلفا بسلف، ومتلد إرثِها لِمن اقتفى وعرف، فهي الوحدة الشعورية السامية ومدر القيم العليا الهامية، التي نستمدها من مقومات هويتنا دينا ولغة وتاريخا ووطنا.

فالذاكرة الوطنية هِي نحن إن كنا لا ندري من نحن؟ وهي وطننا إن كنا لا ندري ما الوطن وإذ نجتمع في هذا اليوم المشهود، باعتباره يوما وطنيّا خالدا في ذاكرتنا الوطنية ومخلّدا لها  فإنّنا نجتمع بلا شك لإحياء حدث أليم معدود، محفوظ لأكثرَ من سبعة عُقود، إنَّها ذِكرى مجازر الثامن من ماي سنة 1945م.

وإذ كانت فرنسا الاستعمارية قد قطعت وعدا للجزائريين بمنحهم الاستقلال إذا ما تجندوا معها في الحرب ضد ألمانيا النازية، غير أنّ يد الغدر الفرنسية وآلة إبادته الحربية فتحت أبواب الجحيم على المواطنين العزّل؛ ليرتقي ما يزيد عن خمسة وأربعين ألف شهيد في كل من سطيف وقالمة وخراطة؛ ليكون أبشع هولوكوست في تاريخ وطننا الحبيب، وحينئذ أيقن أبناء هذا الوطن المفدى أنّ الاستقلال حقّ يؤخذ ولا يعطى؛ فكانت باكورة ثمار المحرقة اندلاع ثورة التحرير المباركة التي توجها جيش التحرير  بإرغام أنف الجيش الفرنسِي، وطردَ فرنسا مذمومة مدحورة وهي من الصّاغرين.

وتابع السيد المدير قائلا إذ نقف اليوم هذا الموقف الحزين الذي يجلّي أمامنا تضحياتِ الأبطال الأمجادِ من آبائِنا وأمّهاتِنا، فإنّنا نحيي مجدا تليدا من التّضحيات الجسام، ويوما من الأيّامِ العِظام، التي شكّلت ذاكرتنا الوطنية الفريدةَ؛ لِتكون رمزا عالَمِيا للكفاح والنّضال، وتكون تاجا عظيما تتوارثه الأجيال.

وإذ نحيي اليوم هذه الذكرى الأليمة الخالدة في تاريخ هذا الوطن؛ فإننا ننقل تضحية آبائنا بأموالهم ودمائهم في سبيل حرية الوطن إلى أبنائنا ليعرفوا الوجهَ الحقيقي للمستعمر الغاشم ولنذكر فرنسا في الوقت ذاته أننا قوم لا ننسى، وأنّ جرائمها وجراحها في أجساد آبائنا ووطننا لا تزال نزفة دامية، ودموع الثّكالى من ضحايا مجازرها لا تزال جارية. رغم عيشنا اليوم أحرارا أسيادا، وتعامُلِنا وإيّاها أندادًا.

وفي الكلمة التي ألقاها السيد والي الولاية أكّد أنه يشعر بالاعتزاز  وهو يخاطب الطلبة لتذكيرهم بتاريخهم المجيد، وما تعرضوا له أجدادهم من جرائم من طرف المستعمر .. هذا اليوم زاده رفعة بقرار من رئيس الجمهورية بأن جعله يوما وطنيا للذاكرة بعد استرجاع رفاة الشهداء .. وهو مناسبة لاستذكار ماضينا المجيد.

وبهذه المناسبة أيضا  ألقى الأستاذ بوقعدة بشير رئيس قسم التاريخ بجامعة سطيف 2 والأستاذ شلي حكيم رئيس المجلس العلمي لمتحف المجاهد بن طوبال مداخلة تناولت مشاركة ولاية ميلة في هذه الأحداث، وأكد الأستاذ بوقعدة أن إحياء ذكرى مجازر الثامن ماي تعتبر من أبرز المحطات التي تذكرنا بما قامت به المنطقة الشمالية لولاية ميلة على غرار فج مزالة           تسدان، بني قشة، عين البيضاء آحريش، والتي هي خط التماس مع ولاية سطيف التي سجلت نضالها في تاريخ الثورة التحريرية”.

كما أدلى المجاهد سراولة لخضر بشهادته في هذه المحطة التاريخية التي تعتبر أهم محطة في تاريخ الحركة الوطنية للجزائر.