في ذكرى العيد الوطني للطالب 

في ذكرى العيد الوطني للطالب 

في ذكرى العيد الوطني للطالب 

   أحيت المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف- ميلة اليوم ذكرى العيد الوطني للطالب المصادف للتاسع عشر ماي من كل سنة، وذلك في احتفالية متميزة وبنشاطات متنوعة، وحضور السلطات الولائية وجمع غفير من الطلبة.

وبهذه المناسبة ألقى السيد مدير المركز الجامعي الدكتور عميروش بوالشلاغم كلمة رحب فيها بضيوف الجامعة، مشيرا إلى قيمة  المناسبة بقوله “إنها موعد سجله التاريخ بأحرف من ذهب، فبقي خالدا في الذاكرة الوطنية وما ذهب”.

وذكر الدكتور عميروش بوالشلاغم أن طلبة الجزائر الأحرار انحازوا في هذا اليوم إلى المجاهدين والشهداء الأبرار، وفضلوا أن تنالهم الشهادة على أن ينالوا الشهادة، فرفعوا شعار الجهاد بلا هوادة حتى تحقيق النصر والسيادة”. مضيفا أن إضراب التاسع عشر من ماي 1956 شكل نقطة تحول هامة في تاريخ الثورة ومسيرتها، وأفسد خطط فرنسا في إلحاق طائفة من أبناء الجزائر بها. وغداة الاستقلال تبوأ الطالب الجزائري مكانته في المجتمع بأن جعلته الدولة في القاطرة الأمامية لقيادة عجلة التنمية، من خلال إقرار مجانية التعليم وبناء الجامعات والمدارس العليا والمعاهد المتخصصة، وتخصيص ميزانية ضخمة للتعليم، وإرسال البعثات العلمية وإقرار المنح الدراسية للمتفوقين والتي مازالت إلى اليوم.

وربط السيد مدير المركز الجامعي بين جهاد طلبة الأمس ونضال طلبة اليوم الذين شاركوا بقوة وفعالية في الحراك الوطني الذي انطلق يوم الثاني والعشرين فيفري 2019، فكان الطالب في خضم الأحداث متناغما مع الشعب باعتباره يمثل شريحة واسعة من أبنائه، فكان يخرج للتظاهر بانتظام، محافظا على وعيه وسلميته وروحه الوطنية العالية، مصرا على المشاركة الفعالة في رسم معالم الجزائر الجديدة.

كما كان الطالب الجزائري حاضرا بقوة وفعالية في التصدي لوباء “كورونا” وإمكاناته، وساهم في خروج الجامعة الجزائرية من هذه الأزمة الصحية وتواصل مسيرتها السامية في أحسن الظروف.

ووجه السيد مدير المركز الجامعي نداءه للطلبة بأن يكونوا في مستوى تطلعات الدولة بأن يتحلوا بالأخلاق الحسنة أولا، وأن يحرصوا على تحصيل العلم والمعارف ثانيا، وإتقان اللغات التي تؤهلهم إلى إبراز أعمالهم العلمية، وتفتيق إبداعاتهم في مختلف المحافل العلمية الدولية، كما حثهم على الانخراط في كل البرامج الوطنية الموجهة لهم، على غرار خوض تجارب إنشاء المؤسسات الناشئة في إطار الحاضنات ودور المقاولاتية، ومكتب ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي والاجتماعي وغيرها.

وفي ذات السياق قال مسؤول الهيئة التنفيذية للولاية، السيد مولاي عبد الوهاب، أن التحاق طلبة الأمس بالثورة، ساهم في إسماع صوت الجزائر في المحافل الدولية، وأمد الثورة بقيادات وكفاءات في مختلف المجالات، ما يؤكد على أن المعرفة عامل حاسم في التحرر والتحقيق التنمية المستدامة.

ودعى والي الولاية بهذه المناسبة إلى تطوير العمل الجامعي والسعي إلى تحقيق الإبداع بما يساهم في ترقية المؤسسة الجامعية حتى تتبوأ مكانتها المنوط بها محليا وإقليميا ودوليا.

وشارك في هذا المناسبة المجاهد سراولة لخضر الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بإلقاء كلمة حث فيها الطلبة على الاسترشاد بما قدمه طلبة الأمس خلال الثورة التحريرية والذين كان لالتحاقهم بصفوف الثورة عامل هدم لكيان الأمة الفرنسية، فأسقطت حكومات وجاءت فرنسا الاستعمارية بالدموي ديغول واستعانت بالحلف الأطلسي، وحاولت أغراء الشعب ببرامج تنموية مقابل التخلي عن الثورة، ولم يتحقق لها ذلك لأن الشعب عزم على تحقيق النصر والاستقلال.

وبهذه المناسبة عرضت الفرقة المسرحية التابعة لنادي الإبداع الأدبي للمركز الجامعي مسرحية مجدت الثورة ونضال الشعب الجزائري ومعاناته مع قوى الاحتلال، والتضحيات التي قدمها في سبيل الاستقلال.

وانتظم بهذا المناسبة التاريخية معرض للصور والكتب والإنجازات التي تحققت في مسيرة المركز الجامعي ميلة، وإسهامات الطلبة في تلك الإنجازات وهو ما أبرزه معرض مديرية الخدمات الجامعية الذي عرض عدة جوائز محلية ووطنية فاز بها الطلبة في مختلف المنافسات الرياضية والعلمية والثقافية. وكان والي الولاية قد طاف بمختلف أجنحة المعرض واستمع إلى الشروحات التي قدمها القائمون على الأجنحة خاصة بالنسبة للهيئات الملحقة بالجامعة على غرار مركز التعليم المكثف للغات الذي لم يعد يستوعب العدد المتزايد من الطلبة ويحتاج إلى توسعة، ومركز دعم التكنولوجيا والابتكار الذي يعمل على تسويق المنتجات العلمية للأساتذة والطلبة وتحويلها إلى قيمة مضافة، حيث أكد السيد عميروش بوالشلاغم  أن المركز الجامعي أنجز ست مشاريع منها إنجاز برنامج رقمي لتسيير امتحانات الدكتوراه، وكذا مساهمة دار المقاولاتية في نشر الفكر المقاولاتي لدى الطلاب لإنجاز المؤسسات الناشئة.

وعلى هامش هذه الاحتفالية تم تكريم الفائزين في المسابقات الوطنية الرياضية والثقافية، وكان أول المكرمين فريق جامعة بجاية الفائز بالمرتبة الأولى وطنيا في منافسة كرة السلة متبوعا بفريق مديرية الخدمات الجامعية لولاية بجاية ثم فريق جامعة أم البواقي، وغيرهم من الفائزين في مسابقات ترتيل القرآن الكريم والقصة القصيرة وغيرها.