الملتقى الدولي الثالث حول الاقتصاديات النفطية العربية

الملتقى الدولي الثالث حول الاقتصاديات النفطية العربية

الملتقى الدولي الثالث حول الاقتصاديات النفطية العربية،

رئيس الجامعة يؤكد:

تنويع مصادر الطاقة خيار استراتيجي لا بديل عنه

تحتضن جامعة ميلة على مدى يومين فعاليات الملتقى الدولي الثالث حول الاقتصاديات النفطية العربية في ظل تحديات تقلبات الأسواق النفطية العالمية، حيث شهد افتتاح الملتقى حضور كوكبة من الباحثين من داخل وخارج الوطن والأسرة الجامعية.

وفي الكلمة الافتتاحية للسيد رئيس الجامعة الدكتور عميروش بوشلاغم، وتلاه نيابة عنه المدير المساعد المكلف بالبحث العلمي الدكتور عقون شراف، والتي رحب فيها بضيوف الجامعة، أورد فيها أن تنظيم هذا الملتقى يعد مساهمة في إثراء الحوار والنقاش حول واقع ومستقبل النفط في الدول العربية بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة، نظرا للخصوصية التي تمتاز بها الجزائر لاعتمادها على إيرادات النفط، ومن تم تأثيرها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

فالمشكلة التي يتناولها الملتقى تناولت عدة محاور وكل محور يمكن أن يكون مشكلة لملتقى علمي آخر، وهذا ما يبرز عمق التحليل الذي يمكن أن يساهم به الباحثون الذين قدموا بحوثا تناولت مختلف الظروف المحيطة بالصناعة النفطية وعلاقتها بمشاكل التنمية التي تعاني منها الجزائر، مشيرا أن تنويع مصادر الطاقة في الجزائر خيار استراتيجي لا بديل عنه.

وأضاف ذات المسؤول أن النفط يشكل الركيزة الأساسية في الصناعات المعاصرة، ولعب دورا متميزا في التنمية الوطنية، ومثلما كانت له إيجابيات فهو لا يخلو من سلبيات في الماضي والحاضر والمستقبل، وهذه السلبيات هي التي تدفع باستمرار إلى تقديم المزيد من البحوث والدراسات للمساعدة في توجيه السياسات الحكومية نحو التنوع الاقتصادي لتفادي الأثار السلبية الناجمة عن تقلبات الأسعار، وبعث صناعات أخرى تساهم في تحقيق النمو وتلبية احتياجات السوق الوطنية بعيدا عن الاعتماد على المنتجات المستوردة.

ووافقت هذه النظرة ما ذهب إليه رئيس الملتقى الدكتور زواري فرحات الذي أكد أن سياسات الدول المصدرة للنفط ومنها الجزائر تراجع تأثيرها على المسرح الدولي لتراجع حصصها في سوق النفط العالمية، خاصة بعد تقلص حجم مساهمتها في السوق العالميةمن 90% إلى نحو 30%، وعليه فإن الاقتصاديات الريعية تعيش اليوم في أزمات متعددة منها البحث عن البدائل، وأزمة الكفاءات، وأزمة التحكم في المداخيل، لأنه حتى عند ارتفاع أسعار النفط تبقى هذه الاقتصاديات تعاني من سوء استغلال الموارد.

وأوضح رئيس الملتقى أنه تم اعتماد 190 مداخلة من داخل وخارج الوطن شملت مختلف محاور الإشكالية، وتم تحكيم كل ورقة بحثية من طرف ثلاثة محكمين مما ساعد في انتقاء أحسن الأعمال. حيث وزعت هذه البحوث على سبعة لجان وثمانية وعشرون ورشة.

وافتتح الجلسة الأولى البروفيسور يوسف بوقلاع من الجامعة الأمريكية بباريس بمداخلة حملت عنوان “Algeria in the arab and world energy/ Foresight stakes”، ناقش فيها العديد من الأسئلة أهمها خيارات الحكومات الجزائريةالمتعاقبة فيما يتعلق بتمويل مشاريع التنمية، وانتهى بالتأكيد على أن الطاقة الأكثر أهمية هي الجهد البشري وليس البترول والغاز، مؤكدا أنه لامس هذه المقاربة من خلال الزيارات العلمية التي قادته إلى جامعات أكثر من 47 دولة، وهو ما ينبغي أن يقوم به الشباب الجزائري بصفة عامة والطالب بشكل خاص للتحرر من تبعية الريع.

وفي ذات السياق قدم البروفيسور صالح صالحي من جامعة سطيف1 مداخلته التي كانت تحت عنوان “التحديات الجيوستراتيجية التي تواجه الاقتصاد الجزائري في مجال استغلال ثرواته البترولية والغازية على ضوء المستجدات الاقليمية والدولية”.