افتتاح الملتقى الوطني حول النهوض بقطاع الخدمات

افتتاح الملتقى الوطني حول النهوض بقطاع الخدمات

خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني حول النهوض بقطاع الخدمات، رئيس الجامعة يؤكد:
ضرورة تحفيز النمو نحو فروع الخدمات المتقدمة لنقل الاقتصاد الجزائري نحو أفاق بعيدة
قال رئيس جامعة ميلة الدكتور عميروش بوشلاغم أن توسّع دور قطاع الخدمات في الاقتصاد الجزائري، ترافق مع ترسّخ دور وأهمية فروع الخدمات التقليدية ممثلة في التجارة والنقل والمواصلات وخدمات التوزيع، بينما ظلت فروع الخدمات الجديدة المرتبطة بقطاع المعلومات والاتصالات ذات مساهمة محدودة رغم تطوّرها الكبير خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتبطت التنمية الاقتصادية بالتوسّع في الخدمات الحديثة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السيد رئيس الجامعة بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني حول النهوض بقطاع الخدمات، والذي تجري فعالياته على مدى يومين من تنظيم مخبر دراسات استراتيجيات التنويع الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة بمعهد العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير.
وعبر المسؤول الأول للجامعة عن سعادته لاحتضان جامعة ميلة لنخبة من الأساتذة الباحثين والخبراء في طاولة البحث العلمي لمدارسة موضوع الملتقى، وتحولها إلى حاضرة ومقصد للعلم والباحثين قائلا: “إنه لشرف لنا أن تستضيف جامعتنا هذه الكوكبة المتميزة من الأساتذة والباحثين الذين جاءوا من مختلف جامعات الوطن”.
وقال السيد رئيس الجامعة أن الهدف من هذا اللقاء العلمي هو الوقوف على أسباب توسع قطاع الخدمات وتعاظم دوره من حيث التشغيل، ومن حيث مساهمته في تكوين الناتج المحلي الإجمالي. حيث إنّ توسع هذا القطاع يختلف جوهريا في أسبابه واتجاهاته عن توسع قطاع الخدمات في الاقتصادات المتقدمة، وفي الاقتصاد العالمي بشكل عام، والذي يشكل مظهرا من مظاهر الانتقال من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد المعرفة.
وأضاف الدكتور بوشلاغم الذي أشرف على الافتتاح الرسمي لهذه الفعالية، أن موضوع الملتقى يشكل واحدة من الدراسات المهمة التي تبحث سبل النهوض بقطاع الخدمات الجزائري، والذي سيقدم إضافة مهمة حول خصوصية تطور هذا القطاع وإبراز الكثير من المعلومات التي تثير انتباه صانعي السياسات والمهتمين بمستقبل الاقتصاد الجزائري، إلى ضرورة تحفيز النمو نحو فروع الخدمات المتقدمة الضرورية لنقل الاقتصاد الجزائري نحو آفاق جديدة.
من جهته قال رئيس الملتقى الدكتور شراف عقون أن تنظيم الملتقى تم من طرف مخبر دراسات استراتيجيات التنويع الاقتصادي الذي تم إنشاؤه في جانفي 2019 وتم توطين نحو 15 مشروع بحث لطلبة الدكتوراه.
وأشار ذات المسؤول أن اقتصاديات الدول اليوم تتجه نحو المؤسسات الناشئة وبالتالي فإن أغلب استثمارات الدول صغيرة ومرنة تستطيع التكيّف مع البيئة المحيطة، وأهم القطاعات التي استقطبت استثمارات الدول هو قطاع الخدمات لأنه قطاع مرن من حيث الاستثمار والدخل حيث إن حوالي 75% من الموارد المالية متأتّية من هذا القطاع.
فيما ذهب الدكتور هبّول الذي ألقى كلمة ترحيبية نيابة عن مدير المعهد، أن قطاع الخدمات في الجزائر يعتبر البديل الوحيد لقطاع المحروقات من أجل تحقيق الإقلاع الاقتصادي المناسب نظرا لما يحتويه من خصوصيات.
وافتتح الملتقى بمداخلة للأستاذ الدكتور فريد كورتل من جامعة سطيف 1 موسومة بعنوان: “قطاع الخدمات بين الواقع والأهمية”، قدّم فيها احصائيات حول مساهمة قطاع الخدمات في القارات الخمس، في الدخل القومي وخلق مناصب العمل، مشيرا إلى أن قطاع الخدمات شكّل لوحده خلال سنة 2018 حوالي 50% من حجم الاستثمارات في العالم وساهم بحوالي 59% من الوظائف على المستوى العالمي، كما تبلغ مساهمته في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي حوالي 52%.
وعلى المستوى العربي إذا كانت السعودية تحتل المرتبة الأولى من حيث مساهمات هذا القطاع، فإن الجزائر لاتزال تعاني من نموه البطيء حيث أنه وعلى مدى 30 سنة لم يَنمُ قطاع الخدمات في الجزائر سوى بنحو 2% فقط، حيث ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي من 38% إلى 40%.