كلمة السيد مدير الجامعة

كلمة السيد مدير الجامعة

بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله ربّ العالمين،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

زملائي الأساتذة، المنظّمين لليوم الدّراسي، والمحاضرين عبر تقنية الفيديو؛الحضور الكريم، أبنائي الطلبة والمتابعين لهذه التظاهرة العلميّة الموسومةبـ”المواطنة الرقميّة والتعليم عن بُعد؛ رهانات الحاضر وتحدّيات المستقبل”؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد؛

فإنّ التعليم عن بُعد في ظلّ هذا الظرف الصّحّي الاستثنائي الذي تعيشه بلادُنا الجزائر بسبب جائحة كورونا كوفيد 19؛ على غرار معظم دُول العالم؛ أصبح البديل الذي لا بُدّ منه من أجل إنقاذ الموسم الجامعي 2019\ 2020، وإنهائه في أحسن الظروف، والمحافظة في نفس الوقت على استمرارية رسالة الجامعة الجزائرية سواء أتعلّق الأمر بمجال التكوين والتحصيل العلمي في مختلف أطواره، أو بمجال البحث العلمي.

وفي هذا السّياق؛ فقد رأت الوزارة الوصيّة ضرورة مواصلة العملية البيداغوجية عن بُعد، ففرضت وضع مختلف الدّعائم البيداغوجية على الخطّ، لاسِيما على أرضية Moodle فيما تركت باب الاجتهاد مفتوحا أمام السّادة الأساتذة لتقديم المحتوي العلمي والتعليمي للطّلبة عبر الوسائط التي يرَونها مناسبة.

لقد كانت جامعة عبد الحفيظ بوالصّوف–ميلة- من الجامعات السّبّاقة للانخراط في سياسة الوزارة الوصيّة، القاضية باتّباع التعليم عن بُعد وسيلة وحيدة لإنهاء الموسم الجامعي الجاري في آجاله المعلومة، تبَعا لما فرضه انتشار الوباء من إجراءات وقائية فرضتها الحكومة، حيث إنّ الجامعة كانت قد وضعت التعليم عن بُعد كأحد أهمّ أهدافها في استراتيجة العمل، وشرعت في تطبيقها منذ بداية الموسم الجاري، وذلك من خلال الاستعانة بخبراء في هذا المجال، وتكوين عدد لا بأس به من الأساتذة والتقنيّين، بما سمح بإجراء المواد الأفقية للسّداسي الأوّل عن بُعد، وهي العمليّة التي لاقت نجاحا باهرا.

إنّ الخبرة المتواضعة التي اكتسبتها جامعة عبد الحفيظ بوالصّوف–ميلة- في ميدان التكوين عن بُعد، ومستوى الوعي الذي تحلّى به أفراد الأسرة الجامعيّة لاسِيما السّادة الأساتذة، جعلت الجامعة تتجاوز عتبة العمل البيداغوجي، إلى إدارة مختلف الهيآت والاجتماعات الدّوريّة عبر تقنية التحاضر المرئي عبر منصّة Google Meet، ثمّ عقد هذا اليوم الدّراسي الأوّل من نوعه عبر ذات المنصّة.

وموضوع اليوم الدّراسي ”المواطنة الرقمية والتعليم عن بُعد؛ رهانات الحاضر وتحدّيات المستقبل” بالغ الأهمية، وثيق الصلة، بعملية التعليم عن بُعد، التي تتّخذ من كلّ أشكال التواصل الإلكتروني بِقَضِّهَا وَقَضِيضِها، وغَثِّها وسَمِينِها وسيلة لها، وهو الأمر الذي يَفرِض التحلّي بأدبيات المواطنة الرّقميّة، التي تُعرّف في أبسط صورها في بُعدها التعليمي بأنّها ”إعداد النّشء وتعليمه كيفية استخدام الوسائل التكنولوجية بالطّرق السّليمة المناسبة والآمنة؛ التي تجلب له المنفعة؛ من خلال تدريب الطّلبة على الالتزام بمعايير السّلوك الإيجابي عند استخدام هده الوسائل لأغراض التواصل الاجتماعي أو ما شابهَ، سواء في المنزل أم في المؤسّسة التعليميّة”.

وعليه فالواجب علينا من الآن السير نحو ضمان تنمية أدبيات المواطنة الرقمية لدى كلّ أفراء الأسرة الجامعيّة وبخاصّة لدى الأساتذة والطّلبة، من خلال تطوير بيئات العمل التعليميّة وتمكين الطّلبة من التّعامل مع مختلف الوسائط الرّقميّة بمهارة ومسؤوليّة، وذلكبإمدادهم بإطار معرفي وأخلاقيّ يؤهّلهم لفهم تأثير الثورة الرقميّة،ويمكّنهم في الوقت نفسه من ممارسة مختلف نشاطاتهم اليوميةّ رقميّا بكلّ حرّية ومسؤوليّة؛في ظلّ المنظومة القيميّة لمجتمعنا الجزائريّ، وهو الأمر الذي سيُثريه السّادة الأساتذة المحاضرون عن بُعد من خلال مدارسة الإشكالية المطروحة في مختلف محاورها المقترحة.

وإذ أختتم هذه الكلمة، فأنّي أجدّد شكري لطاقم معهد الآداب واللّغات على مجهوداتهم الجبّارة التي يبذلونها في سبيل إنجاح عملية التعليم عن بُعد، وعلى مبادرتهم الطيّبة إلى عقد هذا اليوم الدّراسي بهذا الموضوع المهمّ – الذي آمل أن يرتقي إلى ملتقى دولي في طبعات قادمة-

وأعلن رسميا عن افتتاح فعاليات اليوم الدّراسي.

أشكركم على حسن وكرم الاصغاء

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.